الإنسان إذا ضاقت به الحيل, وعسر عليه الأمر, وسدت أمامه الطرق, ووقع وأُسقط من يده, ورأى عجزه وضعفه, ليس له إلا باب الله عز وجل يطرقه.
فكلما وضعني أخ كريم أمام مشكلة, ليس لها حل, وإمكاناته لا تمكنه من حلها, والذين من حوله ليس بإمكانهم أن يحلوا له هذه المشكلة, ليس أمامي إلا هذا الحديث:
(( ينْزِلُ رَبّنَا كُلّ لَيْلَةٍ إِلى السّمَاءِ الدّنْيَا حَتّى يَبْقَى ثُلثُ اللّيْلِ الآخر، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْألُنِي فأُعْطِيَهُ؟ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فأَغْفِرَ لَه؟ حتى ينفجر الفجر ))
[ مسلم عَنْ أبي هُرَيْرَةَ ]
والدعاء أكبر سلاح بيد المؤمن, إلا أن الإنسان قد يخجل أن يسأل الله, خجله مبعثه عدم استقامته, عدم الاستقامة تكون حجاباً بينك وبين الله .
فالإنسان غير المستقيم لا يدعو الله عز وجل, ولو دعاه بلسانه, دعاؤه أجوف, دعاؤه فارغ, أما حينما تصطلح معه, فتشعر أن لك حقاً عليه, هو أنشأ لك هذا الحق, قال لك: حق الله على عباده ألا يعذبهم.
د. النابلسي